دور الفنان في عملية المحافظة على الأعمال الفنية
وإدامتها في قاعة المعروضات
بحث مقدم من قبل
محمود حسين عبد الرحمن حسين
مدرس مساعد / مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي / جامعة بغداد
1430 هـ بغداد 2009م
مقدمة
[rtl] تُعدُ قاعة المعروضات بنماذجها المختلفة العديدة في مراكز بحوث التاريخ الطبيعي ومتاحفها مكملاً لها ففي الوقت الذي تحويه تلك المتاحف من نماذج طبيعية عدة على إختلاف أنواعها وتجسيمها الواقعي مع بيئاتها في الخزانات تكاد أن تكون ناطقة فضلاً عن ذلك الى العلامات الكتابية الوافية لكل نموذج مع أجهزة حديثة للعرض والأصوات الصادرة منها تحاكي بيئاتها ... [/rtl]
[rtl] تتأثر هذه النماذج ببيئتها التي تحويها وبالرغم من مُناخ العُراق القاسي في الشتاء والصيف على حدٍ سواءٍ فمنهما الرطوبة العالية والحرارة الشديدة التي تتخللها العواصف الترابية تؤثر بصورة مباشرة على النماذج المعروضة فيتغير ملامحها وشكلها وعمرها... يتطلب ذلك إلى وضع برنامج إدامة وصيانة مستمرة للحيلولة على بقائها محافظة على شكلها وجماليتها...[/rtl]
[rtl] من خلال تلك المقدمة برزت مشكلة الدراسة صيغت بهيأة نقاط وكما يلي:[/rtl]
[rtl]-أكيف تتم صيانة وإدامة النماذج والمجسمات والموضوعات التعليمية والبيئات المتنوعة؟[/rtl]
[rtl]-تكم عدد مرات الصيانة والإدامة؟[/rtl]
تسليط الأضواء على أهمية الصيانة والإدامة للمعروضات خاصة ولقاعة المعروضات وجمالية المركز عامة.
الهدف
معرفة أهمية إدامة وصيانة معروضات قاعة المركز.
حدود الدراسة:
(1حدود موضوعية: إدامة وصيانة معروضات قاعة المركز.
(2حدود زمانية: 1996-2009م.
(3حدود مكانية: قاعة معروضات مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي العراقي.
[rtl]
نشأة متحف التاريخ الطبيعي
أُنشئتْ المتاحف منذُ القديم بالتزامن مع نشأة الانسان الاول حيث أراد الاحتفاظ بما يملك من مقتنياته التي يعتز بها في أماكن خاصة معبراً عن مفاهيمه الفكرية الاولى التي باتتْ واضحة في مرحلة العصر الحجري الحديث(42) في قرية جرمو الصغيرة جنوب شرق مدينة كركوك نحو 6750 ق. م. (43) وتُعَدُ المعابد نوعاً من المتاحف عند العراقي القديم بالرغم من أنه لا يعرف مفهوماً للمتحف بمفهومه الحديث نظراً لما تحوي تلك المعابد من الهدايا والقرابين وأواني مرمرية متعددة الاشكال والأحجام والأنواع تتضمن الجرار والأكواب والأطباق ومجموعة من الاختام الاسطوانية وبعض القطع الاخرى من التماثيل النحاسية الصغيرة لثيران وصفائح من النحاس نُقِشَتْ عليها رسوم لأسود ووعول ومنها ما يصور نسراً ناشراً جناحيه. عُثِرَ عليها في معبد أور(44). وهذا الحال لم يختلف عن المعابد المصرية القديمة التي تشبه الى حدٍ ما المتاحف. (45)
لم يسعَ العراقي القديم الى جمع المقتنيات والهدايا المتمثلة بالمنحوتات والرسومات والمخطوطات في مكان واحد معين لعرضها على الناس للتذوق بفنها وجمالها كالمتاحف الحديثة، بل كانت معروضة في الساحات والمعابد والحدائق والقصور وخير مثال على ذلك الجنائن المعلقة والزقورات والمعابد والحال نفسه عند المصري القديم واليوناني والروماني. ويمكن القول إن بداية فكرة المتاحف في المدن انبثقتْ من الإغريق، والناظر الى معابدها يجد فيها تماثيل وآثار فنية كثيرة وُضِعَتْ بأساليب جميلة تنسجم مع المكان لتزيينه ليس إلا. كما حوَتْ مخازن لحفظ النفائس الثمينة والحلي والتماثيل الخاصة بالملوك والعظماء والشخصيات المهمة والرسوم والنقوش التي تجسد أعمالهم اليومية والدينية. إلا إن فكرة المتاحف في العصر الروماني تجسدت بشكل أوسع وأوضح لميلان أباطرة الرومان الى جمع واقتناء الكنوز الفنية التي تعبر عن قوتهم وشجاعتهم وفتوحاتهم العديدة تعبيراً حياً وضرورة عرضها على الشعب لتثقيفه ورفع مستواه الفكري لتقدير الجمال والذوق الفني لذلك فتح القائد الروماني ( أجريبا ) قصوره للجماهير قائلاً: إن أحسن ما في الفن أن يكون تحت تصرف الجماهير(46).
أما في العصور الاسلامية عندما زاد الترف والرخاء في العصر الأموي والعباسي زاد اهتمام الخلفاء والأمراء باقتناء وجمع التحف والنفائس المتنوعة في قصورهم وخير مثال على ذلك نفائس خلفاء الاندلس في طليطلة وغرناطة واشبيلية وقرطبة. (47) وفي العصور الوسطى لن يهتم الناس بمخلفات الماضي وأصبحت أماكن العبادة نفسها متاحف إذ تُعبر عن الخلود ولا شيء سواه. في حين إن عصر النهضة اتجهت لدراسة الانسان وانجازاته جعلت من الممكن تقدير الاعمال الفنية لذاتها لا كانعكاسات للعلم المقدس ثم كان التطور في المجموعات العظيمة للنهضة كعائلة آل ميديشي Medici أحد أشهر عائلات فلورنسا، عرفت هذه الأسرة برعايتها للفن والفنانين. فلم يظهر المتحف كمبنى مستقل إلا في نهاية القرن السابع عشر الميلادي أثر تطور نمطان من المباني الفرعية( الخزنة والقاعة ). (48) بينما شغلت مصر مكاناً مرموقاً ودوراً ريادياً في بناء وتشييد المتاحف فتُعَدُ أول دولة عربية اهتمت بها بأمر من واليها محمد علي باشا عام 1835م بإنشاء مصلحة ومتحفاً للآثار(49).
وهنالك أنواع عدة للمتاحف: 1- متاحف فنية Art museums : 2- متاحف تاريخية: 3- المتاحف العلمية : 4- متاحف التاريخ الطبيعي والمراكز البحثية: 5- المتاحف الطبيعية: 6- متاحف الأطفال: 7- متاحف التجمعات والأثنيات community and ethnic museums : 8- المتاحف المتخصصة: 9- المتاحف العامة: 10- المتاحف الموسوعية:
مفهوم متحف التاريخ الطبيعي والمراكز البحثية
تُعرف المراكز البحثية بأنها مؤسسات علمية تهدف الى ربط المؤسسات التعليمية والتربوية بالمجتمعات داخل البلد وخارجه من خلال تقديمها الخدمات الاستشارية وتبني البحوث التي تساهم في التطور وربط أواصر المجتمع وتبادل الخبرات والتعاون بين الهيئات العلمية المحلية والعالمية وقيامها بنشر البحوث العلمية وتوثيقها فضلاً عن ذلك قيامها بمهمة تشخيص وتصنيف النماذج المختلفة محققة بذلك أهداف البحوث العلمية ونشر نتائجها لغرض الاخذ بها خدمة للمجتمع عن طريق الندوات والمؤتمرات العلمية. كذلك تكون مصادر أساس لدى الباحثين بمختلف مشاربهم ومستوياتهم العلمية. وتُعَدُ هذه المراكز المحفز الاساس في تطور المجتمع واستشرافها الآفاق المستقبلية لتطور المجتمع الإنساني انطلاقًا من عدّها مؤشرًا للمنجزات الحضارية والثقافية، وعنوانًا للتقدم السريع وأحد مؤشِّراته في التنمية ورسم السياسات الصحيحة.
اهتمت دول العالم بإنشاء متاحف للتاريخ الطبيعي في العصر الحديث كونها تتعلق بدراسة المتعضيات والكائنات الحية كلها بما فيها النباتات والحيوانات في بيئاتها باستعمال طرق الملاحظة ، وبالرغم من التباين في ما بين تلك الدول من حيث البعد الجغرافي مثلاً متحف التاريخ الطبيعي في لندن وواشنطن ومتحف الدار المعمورة (موزه دار آباد ) وهو أحد ابرز المناطق السياحية الفريدة لوقوعه على قمة جبل شمال مدينة طهران عاصمة الجمهورية الاسلامية الايرانية( شكل 1) إلا إن وسائل وطرق العرض للنماذج المعروضة تكون متماثلة الى حدٍ ما. ويشمل التاريخ الطبيعي البحث العلمي ولا يقتصر عليه. ويشكل مظلة تغطي فروع عدة واختصاصات علمية ذات علاقة بالكائنات الحية. معظم التعريفات تجعل التاريخ الطبيعي متداخلا بالعلوم الاخرى كعلم النبات وعلم الحيوان وعلوم الارض الاحيائية والجغرافيا الحيوية فضلاً عن ذلك علم المستحاثات وعلم البيئة والكيمياء الحيوية. يدرس التاريخ الطبيعي بشكل أساس النباتات والحيوانات ضمن بيئتهم مهتما بمستويات التعضي وأشكاله من الكائن الحي الفرد إلى النظام البيئي اشمله ويحاول التمييز بين الأنواع وتأريخ الحياة وتطورها فضلاً عن ذلك لتوافر النوع والعلاقات المتبادلة بين الأنواع. (50)
طرق وأساليب وسائل العرض وإدامتها في متحف التاريخ الطبيعي.
وتنقسم هذه الى قسمين إثنين:
أ- وسائل العرض الاساسية كخزائن العرض المتحفي المختلفة( الثابتة ).
ب- الوسائل المساعدة وهي:
1) لوحات الكرافيك.
2) الخرائط والصور التوضيحية المكبرة.
3) المجسمات.
4) البطاقات الشارحة.
5) وسائل العرض السمعية والبصرية.
[size=59]التوصيات[/size]
[size=37]v[/size][size=37]إجراء إدامة يومية من مسح زجاج الخزانات والخشب والأرض.[/size]
[size=37]v[/size][size=37]إجراء إدامة أسبوعية يتعلق بالكهرباء وطبيعة وشكل النموذج وما يطرأ عليه من آثار ومؤثرات المُناخ.[/size]
[size=37]v[/size][size=37]إجراء إدامة شهرية وطويلة الأمد( سنوية)، بتبديل وإدامة النماذج وبيئاتها.[/size]
[size=37]v[/size][size=37]توفير أيادي عاملة بهذا الخصوص لبقاء النماذج جميلة على مدار السنة.[/size]
[size=37]v[/size][size=37]تخصيص مبالغ خاصة لإدامة وصيانة المعروضات.[/size][/rtl]
السبت أبريل 24, 2021 4:22 am