جمالية المنظر الطبيعي وتوظيفه في متحف
التاريخ الطبيعي
بحث مقدم من قبل
محمود حسين عبد الرحمن حسين
مدرس مساعد / مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي/ جامعة بغداد
1428هــ بغداد 2006م
مقدمة حاول الانسان الاول منذ بداية حياته في العصور الموغلة بالقدم والتي سبقت عصر التدوين أن يقف على اسرار الطبيعة كونها المؤثر الاول والمباشر عليه فمنها قوته ومأمنه لذلك جسدها في لوحات لا تخلُ من الجمال اذ كانت نظرته اليها من منظر سحر الذي يجلب له فائدة اقتصادية فحسب، فكانت هذه اللوحات مقعد صدقٍ واندهاشٍ الى اليوم لاسيما وانها نُفذَت على جدران الكهوف وسقوفها وعلى الصخور المختلفة بل حتى على العظام والأصداف والعاج وغيرها . وبمرور الدهور والعصور اخذت هذه المشاهد تحاكي نوعاً ما الطبيعة، فتارة يرسم الحيوانات المتنوعة وحدها وتارة يرسمها مطاردة من قبل الانسان وتارة اخرى في مستنقع للمياه واخرى في الغابات نُفِذَتْ تلك المشاهد مثلاً باساليب مختلفة كالتجريد أو بمحاكاة ( Imitation )، للطبيعة كاد ان تكون ناطقة نقلها الفنان الاول الى الحضارات الانسانية التي تلته.
انتشرت هذه الانواع من الفنون في الحضارات كافة منها حضارة وادي الرافدين ووادي النيل والاغريقية والرومانية والهيللينستية والساسانية وأقاليم الشرق المختلفة وانتهاء بالحضارة الاسلامية التي اعتمدت على التسطيح والأساليب الزخرفية المتنوعة في تلك المحاكاة وتجسيد الواقع بدقة اكسبها هويتها الخاصة بهاء. وما رسوم الواسطي من العراق ورسوم كمال الدين بهزاد من إيران إلا ادلة وشواهد تاريخية ناطقة لمثل هذه الأنواع من الفنون كما إن للفنون الأوروبية شواهد لا غنى عنها من تلك الفنون الطبيعة فعلى سبيل المثال لا الحصر يُلاحظ لوحة المونوليزا للفنان الايطالي ليوناردو دافنشي الذي رسم بورتريت ورسم خلفه منظرا طبيعيا لماذا؟ ربما اراد ان يحرك المشهد الشخصي الذي يطغي عليه الجمود وان حركته بعض الابتسامة المبهمة التي ارتسمت على الشفتين وبعده ظهر فنانون عدة كان لهم حضورا واسعا في الإبداع لمثل الفنون هذه منهم كونستابل وديلا كروا الذي مهدا وبشيء من الطموح للخروج من سجن الكلاسيكية والولوج الى اغوار الطبيعة الناطقة لشحن همم الذين اتوا من بعد ليؤسسوا اللبنه الاولى للانطباعية التي كانت بحق انقلابا واسع الاهداف والمنطلقات تمثل في هجر القاعات والمراسم الصماء والاتجاه صوب الطبيعة الناطقة الوسماء لتنفيد مشاهدها مباشرة وباوقات عديدة لتجسيد مشهداً واحداً او اكثر وباساليب مختلفة منهم ايضا على سبيل المثال لا الحصر ( مانيه، ومونيه ، ورينوار، وبول كوكان وبول سيزان وفنسنت فان كوخ)، اما في الوطن العربي وفي بداية القرن العشرين انبثقت في أنحاء منه جماعات فنيه عديدة وبرز نشاطها بشكلها الكبير في العقد الخامس منه ففي العراق برز فائق حسن الذي اقترن موقفه الفني الجديد بالدعوة إلى استعمال الأساليب الحديثة التي انتشرت في أوروبا بعد ظهور الانطباعية خاصة. من هنا يتجسد للباحث فرضيات عدة لمشكلة البحث هذا اذ تمكن من صياغتها وبلورتها بشكل أسئلة وكما يلي:
1. كيف نظر كل من الفنان العراقي فائق حسن إلى الطبيعة؟
2. ما هي أهم المشاهد الطبيعية التي تناولها الفنان؟
3. ما هي المعالجات التقنية للفنان في تناول موضوع الطبيعة؟4. ما مقدار الحضور الانساني في المشهد الطبيعي عند كل من الفنان؟5. ما هي الأبعاد الجمالية التي ركز عليها الفنان في رسمهم للمشهد الطبيعي؟أهمية البحث تتحدد أهمية البحث من خلال التعريف بالأساليب الفنية المختلفة للطبيعة. هدف البحث يهدف البحث هذا إلى الكشف عن خصائص الأسلوب ومخرجاته في رسم الطبيعة.حدود البحث1. الحدود زمانية من 1998—2005م.2. الحدود مكانية: العراق.3. الحدود الموضوعية: رسوم الطبيعة بمادة الزيت من أعمال الفنان العراقي فائق حسن.