أثر الرطوبة على النماذج وبيئاتها المرسومة في القاعة
بحث مقدم من قبل
محمود حسين عبد الرحمن حسين
مدرس مساعد / مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي/ جامعة بغداد
1428هــ بغداد 2009م
ملخص البحث
تتعرض الأعمال الفنية خاصة اللوحات الزيتية الى التلف بسبب التغيرات المناخية التي تؤثر على طبقات اللوحة المتنوعة الترا كيب لاحظ الباحث أضرار عديدة على هيأة تشققات في الطبقات الملونة وظهور بقع لونية واملاح تؤدي الى تشوه الطبقة الملونة أصابت الأعمال الفنية المرسومة التي تمثل بيئات النماذج المعروضة في القاعة، لتكون حدود بحث موضوعيا ومكانيا . وهدف هذا البحث بالكشف عن أثر الرطوبة على الأعمال النماذج وبيئاتها في قاعة معروضات المتحف توصل هذا البحث إلى نتائج عدة أهمها بان أكثر الضر الحاصل في الطبقات الملونة بسبب الرطوبة العالية. كذلك الأملاح المتكونة من تفاعل الغازات الموجودة في جو قاعة المتحف.
مقدمة
اهتمت المتاحف العالمية بالأعمال الفنية التشكيلية المتنوعة وعملت على تشييد بيئة مكيفة للحفاظ على المعروضات لفترات طويلة أجريت دراسات وتجارب علمية عدة للتعرف من خلالها على مدى تأثيرات الرطوبة وعوامل التلف الداخلية على الأعمال الفنية المعروضة وأهم أنواع المظاهر الناتجة عنهما ،ثم يتم تسجيل جميع تأثيرات ونتائجها وكيفية تنشيط عوامل التلف الداخلية وما يترتب عليهما من تلف، وذلك بواسطة أجهزة قياس الرطوبة النسبية ،ثم وضع خطة علاجية وإختيار أفضلها للترميم.يهدف البحث إلى التعرف على تأثيرات الحرارة والرطوبة على الأعمال التشكيلية داخل الخزانات في قاعة معروضات المتحفحدود البحث:1) حدود البحث الموضوعية: أثر الرطوبة على النماذج وبيئاتها في قاعة معروضات المتحف.2) الحدود الزمانية: 1970-2009م.3) الحدود المكانية: الاعمال الفنية الموجودة في قاعة معروضات مركز بحوث ومتحف التاريخ الطبيعي العراقي. الرطوبة النسبية
يحتوى الهواء على البخار الماء بكميات متفاوتة كما يوجد الماء في تكوين معظم المقتنيات فمثلا يوجد الماء في الخامات الأساسية المصنع منها الوثائق التاريخية والكتب واللوحات الفنية والآثار التاريخية والآثار الحجرية ويتوقف تبادل الماء بين هذه المقتنيات والهواء المحيط بها على ثلاثة عناصر: الخامات المصنوع منها هذه المقتنيات , ودرجة حرارة الهواء المحيط ,ورطوبته النسبية .وعلية يقل أو يزيد محتوى الماء بهذه المقتنيات تبعا لدرجة حرارة الهواء المحيط ورطوبته النسبية ,ولا يتغير محتوى الماء بهذه المقتنيات إذا كانت الرطوبة النسبية للهواء المحيط تساوى الرطوبة النسبية للاتزان. تعرف الرطوبة النسبية للاتزان بأنها الرطوبة النسبية بالهواء المحيط التي يتوقف عندها تبادل الماء بين سطح المقتنيات يلزم المحافظة على محتوى الماء بها في مدى معين فمثلا يودي خفض محتوى الماء في الوثائق التاريخية والكتب واللوحات الفنية إلى جفاف هذه المقتنيات الثمينة وهشاشتها مما يسهل تفتتها .بينما يؤدى ارتفاع محتوى الماء في هذه المقتنيات عن حد السماح ,إلى توفير المناخ الأمثل لتكاثر الفطريات ونمو العفن على أسطحها مما يعمل على تحلل المقتنيات وتلفها ,إذا كانت خامات هذه المقتنيات بها مواد عضوية .
أيضا يعمل زيادة محتوى الماء بالمقتنيات إلى انتفاخها وتغير شكل أسطحها في بعض الحالات كما هو الحال في الكتب والوثائق التاريخية واللوحات الفنية والآثار الخشبية . كما تتفاعل الرطوبة أيضا مع المعادن والأملاح الموجودة في الأحجار التي يتكون منها الأثر فيحدث تآكل وتحلل لسطح الأثر مما يشوه شكله الخارجي ويؤدى إلى ثاكلة .ويلاحظ عموما آن التذبذب في مقدار الرطوبة النسبية يكون اشد ضرراً على المقتنيات من قيمة الرطوبة النسبية نفسها .لذلك يجب الحد من التغير اليومي والفصلي في الرطوبة النسبية في البيئة الداخلية لحفظ المقتنيات.[url=file:///E:/%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B4 %D8%B1%D8%A7%D9%85 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AC%D8%B2%D8%A9/%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB 2009/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9 2009.docx#_ftn1](1)[/url]
التحكم في الرطوبة النسبية:
كما مرَّ سابقا يحتاج المحافظة على المقتنيات إلى حفظ الرطوبة النسبية في البيئة الداخلية الموجودة بها المقتنيات عند قيم محددة.وتعتمد هذه القيم على نوع المقتنيات ودرجة حرارة البيئة الداخلية وللتحكم في الرطوبة النسبية , يحتاج النظام الهندسي المستخدم لتكييف الهواء إلى ترطيب الهواء (آي إضافة رطوبة له ) أو تجفيفه (آي خفض الرطوبة به ) فمثلا بالرجوع إلى الظروف المناخية الموجودة لدينا في مصر يتطلب نظام تكييف هواء البيئة الداخلية للمتاحف والمعارض إلى ترطيب الهواء شتاء و تجفيفه صيفا .
يرطب الهواء صناعيا باستخدام جهاز يعرف بالمرطب , وتعمل هذه المرطبات بالماء الذي يستخدم بعد تكسيره إلى جزيئات صغيرة أو بعد تبخره ,لترطيب الهواء ويجفف الهواء بواحدة من طريقتين
في الطريقة الأولى يبرد الهواء إلى درجة حرارة اقل من درجة حرارة نقطة الندى له , مما يسمح بتكثيف بخار الماء الموجود به , وبالتالي تجفيفه ويبرد الهواء عادة بالطرق الميكانيكية المألوفة آي الطرق التي تستخدم دورة التبريد بانضغاط البخار (المعروفة تجاريا باسم التبريد بالفريون ) آما الطريقة الثانية فتستخدم مجفف كيميائي وهو ما يعرف بمجفف المادة المازة .وفى هذا النوع من المجففات يمرر الهواء على جهاز به مادة كيمائية تعمل على امتصاص الرطوبة الموجودة بالهواء وبالتالي تجفيفه. واشهر المواد المستخدمة تجاريا لهذا الغرض هي مادة سيلكات الحل ويكون الاختبار بين إي من الطريقتين , التجفيف بالتكثيف آو التجفيف بمادة كيمائية ,تبعا لمستوى نسبة الرطوبة (وليس مستوى الرطوبة النسبية ) المطلوب الوصول إليها بالبيئة الداخلية لحفظ المقتنيات .فمثلا تكون الطريقة الأولى آي تجفيف الهواء بالتبريد افضل اقتصاديا من تجفيف الهواء بالامتزاز كيميائيا إذ كان المطلوب خفض درجة حرارة نقطة الندى لهواء البيئة الداخلية إلى درجة حرارة أعلى من 8 درجات مئوية فإذا تطلب الأمر خفض درجة حرارة الندى للهواء إلى دون هذه الدرجة كان التجفيف بالمادة المازة افضل اقتصاديا بالرغم من ارتفاع تكلفة التجفيف بالمادة المازة مقارنة بتجفيف الهواء بتبريده عند درجة نقطة ندى أعلى من 8 درجة مئوية كما بينا سابقا , إلا أن تجفيف الهواء بالمادة المازة يفضل فنيا عن تجفيف الهواء بالتبريد عند اختيار نظام تكييف الهواء للمعارض والمتاحف وصالات وأجهزة حفظ المقتنيات ويعزى هذا إلى خلو الطريقة الثانية (التجفيف بالمادة المازة ) من وجود الماء الذي ينتج عن تكثيف بخار الماء بالبخار في الطريقة الأولى في أحواض اسفل ملفات التبريد ,مما يعطى مرتعا خصبا لنمو وتكاثر الفطريات والبكتريا التي تنتقل مع هواء التكييف إلى أماكن حفظ المقتنيات.[url=file:///E:/%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B4 %D8%B1%D8%A7%D9%85 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AC%D8%B2%D8%A9/%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB 2009/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9 2009.docx#_ftn2](2)[/url] هذا ولقد دلت الأبحاث أن انخفاض درجة حرارته يساعد على إطالة عمر اللوحات الفنية, كما يساعد أيضا على احتفاظ الألوان برونقها لفترات طويلة.
النماذج وبيئاتها المرسومة المتضررة:
1) 
بيئة وحيد القرن مع الزرافة.
2) 
بيئة النعامة.
3) 
بيئة البجع والطيور المائية.
4) بيئة الأسد.
5) 
بيئة كلب الماء.
الخاتمة
نتج عن أثر الرطوبة ثلاثة مؤثرات هي:
1. فيزيائية :
حيث أن قطرات الماء الناشئة عن عملية التكثف تعمل على تمدد مواد البناء كما أن حسبها داخل التركيب المسامى لمواد البناء وعند انخفاض درجة الحرارة وحدوث الصقيع يحدث لها زيادة فى الحجم بنسبة 90% نتيجة عملية التجمد وتحولها من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة وبالتالى زيادة ضغطها على الجدران مما يؤدى إلى حدوث الشروخ الدقيقة .
2. كيميائية:
يحتوي الماء المتغلغل داخل الجدران على أملاح قابلة للذوبان الأملاح الموجودة فى مواد البناء وتفاعل الغازات الجوية مع مواد البناء وعند حدوث الجفاف يبداً تبلور هذه الأملاح داخلياً والتى تسبب تشوة وتلف مواد المعروضات كما إنها تؤدى إلى تبلورها على السطح مكونة قشرة سميكة صلدة على سطوحها كما أن هجرة الأملاح على مكونات انماذج وبيئاتها يؤدى إلى رفع الأس الهيدروجينى من املاح الكبريتات وحامض الكبريتيك الذى يتكون نتيجة أكسدة .So2 في وجود Co2بتفاعل.
3. بيولوجية
أن زيادة التكاثف يؤدي إلي نمو الفطريات حيث تبدأ في النمو بألوان مختلفة منها البني والأسود والأخضر والرمادي وفيما يلي الحدث عن التلف البيولوجي بكونه أحد النتائج المهمة التي تسببها الرطوبة الجوية العالية. لهذا:
1) ظهور تشققات في النماذج المعروضة وألوان بيئاتها المرسومة.2) تآكل الخشب المرسوم عليه بيئات النماذج المعروضة وتعفنه والتفافه واعوجاجه وإصابته بالفطريات والحشرات وتغيره في شكله وتركيبه الخلوي.3) انفصال طبقات التلوين على سطوح قطع الخشب المتمثلة ببيئات النماذج المرسومة.4) ساهمة الرطوبة العالية في أجواء الخزانات الحاوي للنماذج وبيئاتها في تحمل المواد العضوية الموجودة في مركبات المواد المستعملة في تحضير المكان المهيأ لإنشاء تلك البيئات أدى إلى نمو فطريات عديدة كما في خزانة الأسد والدب والنعامة. 5) أحدث زيادة الرطوبة وانخفاضها تشوهات كبيرة في بيئات النماذج وفي النماذج ذاتها.
[url=file:///E:/%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B4 %D8%B1%D8%A7%D9%85 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AC%D8%B2%D8%A9/%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB 2009/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9 2009.docx#_ftnref1](1)[/url] http://www.tkne.net/vb/t27682.html[url=file:///E:/%D9%81%D9%84%D8%A7%D8%B4 %D8%B1%D8%A7%D9%85 %D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB %D9%83%D9%84%D9%87%D8%A7/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AB %D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AC%D8%B2%D8%A9/%D8%A8%D8%AD%D9%88%D8%AB 2009/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B7%D9%88%D8%A8%D8%A9 2009.docx#_ftnref2](2)[/url] http://www.tkne.net/vb/t27682.html
السبت أبريل 24, 2021 4:09 am
